کد مطلب:90779 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:200
أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ أَخَا خَوْلاَنَ قَدِمَ عَلَّی بِكِتَابٍ مِنْكَ تَذْكُرُ فیهِ اصْطِفَاءَ اللَّهِ فیهِ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِدینِهِ، وَ تَأْییدِهِ إِیَّاهُ بِمَنْ أَیَّدَهُ، وَ مَا أَكْرَمَهُ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْهُدی وَ الْوَحْی. فَالْحَمْدُ للَّهِ الَّذی صَدَقَ لَهُ الْوَعْدَ، وَ تَمَّمَ لَهُ النَّصْرَ، وَ مَكَّنَ لَهُ فِی الْبِلاَدِ، وَ أَظْهَرَهُ عَلَی الدّینِ كُلِّهِ، وَ قَمَعَ بِهِ أَهْلَ الْعَدَاوَةِ وَ الشَّنَانِ مِنْ قَوْمِهِ، الَّذینَ كَذَّبُوهُ، وَ شَنِفُوا لَهُ، وَ ظَاهَرُوا عَلی إِخْرَاجِهِ وَ إِخْرَاجِ أَصْحَابِهِ، وَ أَلَّبُوا عَلَیْهِ الْعَرَبَ، وَ جَامَعُوهُمْ عَلی حَرْبِهِ، وَ جَهِدُوا فی أَمْرِهِ كُلَّ الْجُهْدِ، وَ قَلَّبُوا لَهُ الأُمُورَ حَتَّی جَاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَ هُمْ كَارِهُونَ[1]. وَ كَانَ أَشَدَّ النَّاسِ عَلَیْهِ تَأْلیباً وَ تَحْریضاً أُسْرَتُهُ، وَ الأَدْنی فَالأَدْنی مِنْ قَوْمِهِ، إِلاَّ قَلیلاً مِمَّنْ عَصَمَهُ اللَّهُ مِنْهُمْ. وَ ذَكَرْتَ أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُهُ اجْتَبی لَهُ مِنَ الْمُسْلِمینَ أَعْوَاناً أَیَّدَهُ بِهِمْ، [صفحه 829] فَكَانُوا فی مَنَازِلِهِمْ عِنْدَهُ عَلی قَدْرِ فَضَائِلِهِمْ فِی الإِسْلاَمِ، فَكَانَ أَفْضَلَهُمْ فِی الإِسْلاَمِ، كَمَا زَعَمْتَ، وَ أَنْصَحَهُمْ للَّهِ وَ لِرَسُولِهِ، الْخَلیفَةُ الصِدّیقُ، وَ مِنْ بَعْدِهِ خَلیفَةُ الْخَلیفَةِ الْفَارُوقُ. وَ لَعَمْری إِنْ كَانَ مَكَانُهُمَا فِی الإِسْلاَمِ لَعَظیماً، وَ إِنْ كَانَ الْمُصَابُ بِهِمَا لَجُرْحاً فِی الإِسْلاَمِ شَدیدٌ. فَرَحِمَهُمَا اللَّهُ وَ جَزَاهُمَا بَأَحْسَنِ مَا عَمِلاَ. وَ مَا أَنْتَ وَ الصِّدّیقُ، فَالصِّدّیقُ مَنْ صَدَّقَ بِحَقِّنَا، وَ أَبْطَلَ بَاطِلَ عَدُوِّنَا. وَ مَا أَنْتَ وَ الْفَارُوقُ، فَالْفَارُوقُ مَنْ فَرَّقَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ عَدُوِّنَا. وَ ذَكَرْتَ أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ كَانَ فِی الْفَضْلِ ثَالِثاً. فَإِنْ یَكُنْ عُثْمَانُ مُحْسِناً فَسَیَجْزیهِ اللَّهُ بِإِحْسَانِهِ، وَ إِنْ یَكُ مُسیئاً فَسَیَلْقی رَبّاً غَفُوراً لاَ یَتَعَاظَمُهُ ذَنْبٌ أَنْ یَغْفِرَهُ. وَ لَعَمْرُ اللَّهِ، إِنّی لأَرْجُو إِذَا أَعْطَی اللَّهُ الْمُؤْمِنینَ عَلی قَدْرِ فَضَائِلِهِمْ فِی الإِسْلاَمِ، وَ نَصیحَتِهِمْ للَّهِ وَ لِرَسُولِهِ أَنْ یَكُونَ نَصیبُنَا أَهْلُ الْبَیْتِ فی ذَلِكَ الأَوْفَرُ. إِنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَمَّا دَعَا إِلَی الإیمَانِ بِاللَّهِ وَ التَّوْحیدِ لَهُ كُنَّا أَهْلُ الْبَیْتِ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِهِ، وَ صَدَّقَ بِمَا جَاءَ بِهِ. فَلَبِثْنَا أَحْوَالاً كَامِلَةً مُجَرَّمَةً تَامَّةً وَ مَا یَعْبُدُ اللَّهَ فی رَبْعٍ سَاكِنٍ مِنَ الْعَرَبِ أَحَدٌ غَیْرُنَا[2]. فَأَرَادَ قَوْمُنَا قَتْلَ نَبِیِّنَا، وَ اجْتِیَاحَ أَصْلِنَا، وَ هَمُّوا بِنَا الْهُمُومَ، وَ فَعَلُوا بِنَا الأَفَاعیلَ، وَ مَنَعُونَا الْمِیَرَةَ، وَ أَمْسَكُوا عَنَّا[3] الْعَذْبَ، وَ أَحْلَسُونَا الْخَوْفَ، وَ اضْطَرُّونَا إِلی جَبَلٍ وَعْرٍ، وَ جَعَلُوا عَلَیْنَا الأَرْصَادَ وَ الْعُیُونَ[4]، وَ أَوْقَدُوا لَنَا نَارَ الْحَرْبِ، وَ كَتَبُوا عَلَیْنَا بَیْنَهُمْ كِتَاباً: لاَ یُوَاكِلُونَنَا، وَ لاَ یُشَارِبُونَنَا، وَ لاَ یُنَاكِحُونَنَا، وَ لاَ یُبَایِعُونَنَا، وَ لاَ یُكَلِّمُونَنَا، وَ لاَ نَأْمَنُ فیهِمْ حَتَّی نَدْفَعَ إِلَیْهِمُ نَبِیَّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَیَقْتُلُوهُ وَ یُمَثِّلُوا بِهِ. [صفحه 830] فَلَمْ نَكُنْ نَأْمَنُ فیهِمْ إِلاَّ مِنْ مَوْسِمٍ إِلی مَوْسِمٍ[5]. فَعَزَمَ اللَّهُ لَنَا عَلی مَنْعِهِ وَ[6] الذَّبِّ عَنْ حَوْزَتِهِ، وَ الرَّمْیِ مِنْ وَرَاءِ حُرْمَتِهِ[7]، وَ الْقِیَامِ بِأَسْیَافِنَا دُونَهُ فی سَاعَاتِ الْخَوْفِ، وَ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ، فَ[8] مُؤْمِنُنَا یَبْغی بِذَلِكَ الأَجْرَ، وَ كَافِرُنَا یُحَامی عَنِ الأَصْلِ. وَ أَمَّا[9] مَنْ أَسْلَمَ مِنْ قُرَیْشٍ بَعْدُ فَإِنَّهُ[10] خِلْوٌ مِمَّا نَحْنُ فیهِ بِحِلْفٍ یَمْنَعُهُ، أَوْ عَشیرَةٍ تَقُومُ دُونَهُ، فَلاَ یَبْغیهِ أَحَدٌ بِمِثْلِ مَا بَغَانَا بِهِ قَوْمُنَا مِنَ التَّلَفِ[11]، فَهُوَ مِنَ الْقَتْلِ بِمَكَانِ نَجْوَةٍ وَ[12] أَمْنٍ. فَكَانَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَكُونَ. ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ تَعَالی رَسُولَهُ بِالْهِجْرَةِ، وَ أَذِنَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فی قِتَالِ الْمُشْرِكینَ[13]. وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ، وَ دُعِیَتْ نِزَالِ[14]، وَ أَحْجَمَ النَّاسُ، قَدَّمَ أَهْلَ بَیْتِهِ فَوَقی بِهِمْ أَصْحَابَهُ حَرَّ[15] السُّیُوفِ وَ الأَسِنَّةِ، فَقُتِلَ عُبَیْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ یَوْمَ بَدْرٍ. وَ قُتِلَ حَمْزَةُ یَوْمَ أُحُدٍ. وَ قُتِلَ جَعْفَرُ وَ زَیْدٌ[16] یَوْمَ مُؤْتَةَ. وَ أَسْلَمَ النَّاسُ نَبِیَّهُمْ یَوْمَ حُنَیْنٍ غَیْرَ الْعَبَّاسِ عِمِّهِ، وَ أَبی سُفْیَانَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ابْنِ عَمِّهِ[17] وَ أَرَادَ مَنْ لَوْ شِئْتَ، یَا مُعَاوِیَةَ[18]، ذَكَرْتُ اسْمَهُ مِثْلَ الَّذی أَرَادُوا مِنَ الشَّهَادَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ [صفحه 831] صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ غَیْرَ مَرَّةٍ[19]، وَ لكِنَّ آجَالَهُمْ عُجِّلَتْ، وَ مَنِیَّتَهُ أُجِّلَتْ. وَ اللَّهُ وَلِیُّ الاِحْسَانِ إِلَیْهِمْ، وَ الْمَنَّانُ عَلَیْهِمْ، بِمَا قَدْ أَسْلَفُوا مِنَ الصَّالِحَاتِ. وَ أَیْمُ اللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِأَحَدٍ وَ لاَ رَأَیْتُ مَنْ هُوَ أَنْصَحُ للَّهِ فِی طَاعَةِ رَسُولِهِ، وَ لاَ أَطْوَعُ لِرَسُولِهِ فی طَاعَةِ رَبِّهِ، وَ لاَ أَصْبَرَ عَلَی اللأْوَاءِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ حینَ الْبَأْسِ، وَ مَوَاطِنِ الْمَكْرُوهِ، مَعَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنْ هؤُلاَءِ النَّفَرِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ الَّذینَ سَمَّیْتُ لَكَ، وَ فِی الْمُهَاجِرینَ خَیْرٌ كَثیرٌ نَعْرِفُهُ، جَزَاهُمُ اللَّهُ خَیْراً بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ. وَ ذَكَرْتَ حَسَدِی عَلَی الْخُلَفَاءَ، وَ إِبْطَائی عَنْهُمْ، وَ بَغْیی عَلَیْهِمْ. فَأَمَّا الْحَسَدُ وَ الْبَغْیُ عَلَیْهِمْ، فَمَعَاذَ اللَّهِ أَنْ أَكُونَ أَسْرَرْتُهُ أَوْ أَعْلَنْتُهُ، بَلْ أَنَا الْمَحْسُودُ الْمَبْغِیُّ عَلَیْهِ. وَ أَمَّا الإِبْطَاءُ عَنْهُمْ وَ الْكَرَاهَةُ لأَمْرِهِمْ. فَإِنّی لَسْتُ أَعْتَذِرُ مِنْهُ إِلَیْكَ وَ لاَ إِلَی النَّاسِ. وَ ذَلِكَ لأَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ لَمَّا قَبَضَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اخْتَلَفَ النَّاسُ، فَقَالَتْ قُرَیْشٌ: مِنَّا الأَمیرٌ، وَ قَالَتِ الأَنْصَارُ: مِنَّا الأَمیرٌ. فَقَالَتْ قُرَیْشٌ: مِنَّا مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَنَحْنُ أَحَقُّ بِالأَمْرِ مِنْكُمْ. فَعَرَفَتْ ذَلِكَ الأَنْصَارُ، فَسَلَّمَتْ لِقُرَیْشٍ الْوِلاَیَةَ وَ السُّلْطَانَ. فَإِذَا اسْتَحَقُّوهَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ دُونَ الأَنْصَارِ، فَإِنَّ أَوْلَی النَّاسِ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَحَقُّ بِهَا مِنْهُمْ، وَ إِلاَّ فَإِنَّ الأَنْصَارُ أَعْظَمُ الْعَرَبِ فیهَا نَصیباً. فَلاَ أَدْری أَصْحَابی سَلَّمُوا مِنْ أَنْ یَكُونُوا حَقّی أَخَذُوا، أَوِ الأَنْصَارَ ظَلَمُوا ؟. بَلْ عَرَفْتُ أَنَّ حَقّی هُوَ الْمَأْخُوذُ، وَ قَدْ تَرَكْتُهُ لَهُمْ تَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُمْ[20]. فَیَا عَجَباً لِلدَّهْرِ إِذْ صِرْتُ یُقْرَنُ بی مَنْ لَمْ یَسْعَ بِقَدَمی، وَ لَمْ تَكُنْ لَهُ كَسَابِقَتی الَّتی لاَ یُدْلی أَحَدٌ بِمِثْلِهَا، إِلاَّ أَنْ یَدَّعِیَ مُدَّعٍ مَا لاَ أَعْرِفُهُ، وَ لاَ أَظُنُّ اللَّهَ تَعَالی یَعْرِفُهُ. فَالْحَمْدُ للَّهِ عَلی كُلِّ حَالٍ. وَ أَمَّا مَا ذَكَرْتَ مِنْ أَمْرِ عُثْمَانَ، وَ قَطیعَتی رَحِمَهُ، وَ تَأْلیبِی النَّاسَ عَلَیْهِ. فَإِنَّ عُثْمَانَ عَمِلَ مَا قَدْ [صفحه 832] عَلِمْتَ مِنَ الْحَدَثِ، فَصَنَعَ النَّاسُ بِهِ مَا قَدْ رَأَیْتَ مِنَ التَّغْییرِ. وَ إِنَّكَ لَتَعْلَمُ، یَا مُعَاوِیَةُ، أَنّی قَدْ كُنْتُ فی عُزْلَةٍ عَنْهُ، یَسَعُنی مِنْ ذَلِكَ مَا وَسِعَ أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. إِلاَّ أَنْ تَتَجَنَّی، فَتَجَنَّ مَا بَدَا لَكَ[21]. وَ أَمَّا مَا سَأَلْتَ مِنْ دَفْعِ قَتَلَةِ عُثْمَانَ إِلَیْكَ، فَإِنّی نَظَرْتُ فی هذَا الأَمْرِ، وَ ضَرَبْتُ أَنْفَهُ وَ عَیْنَیْهُ[22]، فَلَمْ أَرَ یَسَعُنی دَفْعُهُمْ إِلَیْكَ وَ لاَ إِلی غَیْرِكَ. وَ لَعَمْری لَئِنْ لَمْ تَنْزِعْ عَنْ غَیِّكَ وَ شِقَاقِكَ، یَا ابْنَ آكِلَةِ الأَكْبَادِ[23]، لَتَعْرِفَنَّهُمْ عَنْ قَلیلٍ یَطْلُبُونَكَ، وَ لاَ یُكَلِّفُونَكَ طَلَبَهُمْ فی بَرٍّ وَ لاَ بَحْرٍ، وَ لاَ جَبَلٍ وَ لاَ سَهْلٍ، إِلاَّ أَنَّهُ طَلَبٌ یَسُوؤُكَ وِجْدَانُهُ، وَ زَوْرٌ لاَ یَسُرُّكَ لُقْیَانُهُ. وَ لَقَدْ كَانَ أَبُوكَ أَبُو سُفْیَانَ أَتَانی حینَ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ وَلَّی النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ، فَقَالَ: لأَنْتَ أَحَقُّ بِمَقَامِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَوْلی بِهذَا الأَمْرِ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، وَ أَنَا زَعیمٌ لَكَ بِذَلِكَ عَلی مَنْ خَالَفَ عَلَیْكَ، ابْسُطْ یَدَكَ أُبَایِعْكَ، فَأَنْتَ أَعَزُّ الْعَرَبِ دَعْوَةً. فَلَمْ أَقْبَلْ ذَلِكَ. وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبَاكَ قَدْ كَانَ قَالَ ذَلِكَ وَ أَرَادَهُ، حَتَّی كُنْتُ أَنَا الَّذی أَبَیْتُ عَلَیْهِ لِقُرْبِ عَهْدِ النَّاسِ بِالْكُفْرِ وَ الْجَاهِلِیَّةِ، مَخَافَةَ الْفُرْقَةِ بَیْنَ أَهْلِ الإِسْلاَمِ، وَ شَقِّ عَصَا الأُمَّةِ. فَإِنْ تَعْرِفْ مِنْ حَقّی مَا كَانَ یَعْرِفُ أَبُوكَ تُصِبْ رُشْدَكَ، وَ إِنْ أَبَیْتَ اسْتَعَنْتُ بِاللَّهِ عَلَیْكَ وَ نِعْمَ الْمُسْتَعَانُ، وَ عَلَیْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَیْهِ أُنیبُ[24]. وَ السَّلاَمُ لأَهْلِهِ. [صفحه 833]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مُعَاوِیَةَ بْنِ أَبی سُفْیَانَ.
صفحه 829، 830، 831، 832، 833.
و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 506. و منهاج البراعة ج 17 ص 328. و نهج السعادة ج 4 ص 174. باختلاف یسیر. و شرح ابن أبی الحدید ج 15 ص 77. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 506. و منهاج البراعة ج 17 ص 329. و نهج السعادة ج 4 ص 179. باختلاف یسیر.